للأمانة أنا لا أدعي تمام المعرفة ولا الإلمام التام ولكن فقط لي رؤية وحق مشروع في المقارنة و الملاحظة والتعليق والتصويت والاقتراع.
بلدي السودان بلد متنوع الثقافات و الأعراق و المناخ ذاخر بموارد وثروات جعلت منه حلم سلة غذاء للعالم و اكتفاء داخلي ذاتي كما أن تميز العقلية السودانية شيء تشهد له كل حقول العلم والعمل العالمية , الموارد والإمكانات المذكورة _أو أقل منها بكثير_امتلكتها بلاد الملايو فحققت أسطورة القط الذي صار نمرا أو أكبر وقفز متقدماً في صفوف الريادة.
أصبحت ماليزيا على لسان أي عالم وفنان وطالب وسائح أما السودان فهو أيضا على لسان مواطني العالم أجمع وكل مذيعي الأخبار لتحليقه العنيف في سحب الدخان ولسيطرة أشباح الموت على مدى زمني طويل من تاريخه فتراه تقهقرت عجلة التنمية فيه وتباطأت وماثلت "عجلة جادين الترزي" مع بالغ حيرتي ممن يقيمون عجلة تقدم السودان بتقييمات متقدمة وتقديري العميق لأبناء السودان الأبرار من أجداد و أباء و أخوه بذلوا جهود مخلصه من أجل " سودانا فوق" ومن اجل إبعاد توقع عنوان "السودان القط الذي سيصبح فأرا" أو فئرانا متفرقة يقضي عليها أي قط يافع .
لماذا لا نتحد ونتحد ونتحد وليس لدينا ثمانية عشر دين ومعتقد كما في ماليزيا البلد الذي يضم كل أعراق و اثنيات أسيا في وحده وطنيه حقيقية رعت التطور واستفادت من تباين البشر و المناخ و الموارد ولكن نحن لم نستفد من ما لدينا من تباين بل تأذينا أيما أذي من هذا التباين إلى درجة فقدان الذات والماهية وسط الزحام وأشكل علينا من هو الصديق و من هو العدو فترانا ننغمس حد الثمالة في علاقات خارجية تمتص رحيق بترولنا ولا تجدي إلا سند فيتو موهوم أو كذا. أكبر ما أضرنا عدم استيضاحه هو من هو العدو لأننا اعتبرنا أننا أعداء لأنفسنا تصديقا للمثل " الجاهل عدو نفسه" فتعاركنا حتى علا الغبار ثم الصياح و علت بعدها أصوات التفاوض وتراضينا على أن نقرر هل نحن هم نحن أم علينا أن ننفصل عنا, لا تحسبوا الجملة الأخير ركيكة الصياغة ولكن هذه هي ركاكة المنطق الذي توافقنا عليه ,وتبقى العلامة للاستفهام .هل سنجاوب عن السؤال الركيك بنفس الركاكة أم سنعي إلا قليلا.